الاثنين، فبراير 29، 2016




على بُعد زرّ من نِتْرافيا الوجع

يا أيّها الوطن المكبَّل
بالكراسي و المعاصي و الخُطبْ
نَضَبتْ دماؤنا
و بترولُ الخيانة ما نضبْ...
يا ربّ
إن الدماء تحاصرنا
والقتل صار ربيعنا
عجّلْ إلهي بالشتاء
فيغسل الطوفان ما أتينا
من صخبْ

يا ربّ
هوّن عليها غزالتي
فالفصل صيف قائظ
وحبيبتي لا تُطيقُ طعم الجبن
الملح مُحرق
والحلم معجون بطين
ما بعين القصيدة  ماءْ
و الوقت مختنق
منذ أزمان بعيدة

يا رب
قلبي و قلبها قُدَّا من هوًى
من أين لي بالصبر
و غزالتي
تمدّ زندها المبتور نحوي
وأنا هنا
بيني و بينها شاشة
و أنا هنا
و هناك
يرتع جرحها
كم أخجل من أشلائها تُفسد غفلتي
و من دمها الذي لا ينثني

يا رب
إني أغضّ عن تناثرها فوق المنابر
عَبْرةً
و أغضّ سمعي
عن عبارات الخشبْ....

يا رب
إني أحب
غزالتي
غزّة الّتي
منذ بدْء الكون كانتْ
نطفة القلب المتيّم بالهوى
و تعلّمني في كل يوم قصيدة
و كيف أخلط بين عويل و زغردة
و يُقال أنها منذ ذاك الوقت
تسقط كل حين شهيدة
وتقوم
أجمل من ذي قبل
لتعلّم الأوطان كيف تحيا
عنيدة
......

10/07/2014

الأحد، ديسمبر 01، 2013

ينـــام حبيبـــي




ينام حبيبي
فيخضلّ بنّ وهيل
يطوفان حول الفؤاد
لرشّ العبير على تيْنك النّجمتين
أداعب أنفاسه المسكرات
حبيبات وقتي الحزين
فيمتد في العمر عمر
ويُكتبُ لي أن أكون
....
حبيبي ينام على هدب شوقي
أميرا
فيوقد في الخوخ خصبا
وفي الزيزفون



عنك أخبرني العنكبوت




(الدوتْ كومْ) عليك سيدتي القِرمزية
يا ابنة النّقرات الموغلة في الضباب
تعاليْ إليّ هنا عَنْكبيني
ومُدّي لأرتشف شاي الصباح
وبعضا من الأكسيجين
تعاليْ ولا تجهري بالغياب
ها مِسّنْجري هيّأ الريح والرّاح والافتراض
...
أوْقِدي أناملَ حرفك المُنتهَى
وأعلني على الملإ
أنك خرّبت هدوء نِتّي
....
أعوذ بحسنك أغنيتي
من صَبْوة الدُّتِّ الرجيم
ومن عثرة النّقرة القادمة
....
آه مُعنْكِبتي.... ما لي
أرى فيك صوتي
أرى فيك صمتي
وبعضا من (البْلوڨْسْبوتْ)


....








عشق قيروانيّ


لو فرضنا أنّ تفّاحها
أغوى نشيدي
....
فنثرت الشّعر تبْرا
طرّز قطْر النّدى في شفتيها
وغزلت من ترانيم الغروب
طيْلسانا..... لرُباها
.......
عرّش العشق خرافهْ
وشذا من بيْلسان
في قباب القيروان
.......
لنقلْ إنّني غاليت قليلا في الهوى
هل تعدّونني مارقا
وتصبّون في الحلق السّراب
فأدور حول نفسي
لا أنا أدرك نفسي.... ولا تدْركني
....
توَهان أم تُرى
سَوْرة وجْبٍ؟
حينما كنت أطوف
والهوى يرسم دربا
والعناق يُستطاب
.......
كيف أنّي
أحضن الحيطان من وجد وشوق
........
ليكن أنّني أعشق حتّى الجنون
أوقد الأهداب شمعا
أزرع الغيمات دمعا في سماها
.......
حين أسرجت الزمان
وغزلت الشمس دربا لخطاها
طوَّحوا حلمي
وأنا أعبر لُجّ المحبة
أولم أبايعها الملاذ أزمان اغترابي
كيف وقد صارت
لأحلاميَ مرسى
ولألحاني ربّة
........
.......
حينما كنت أطوف
ولسان الحال يهذي
أين منّي السّاقيات
من خمر الدّنان
أين منّي رونق النّقش
والتّواشيح النّسيقة

في قباب القيروان؟






سيدا


س... س... س...
لا أقسم بالسين....... تنّين أصفر
يقتات من عصب القلب
يدق وتدًا تلو الوتد
في خصلات الشعر
تنين لن يبقي ولن يذرَ
يزرع حشرجة وأنينا
يقلع تينا
يرمي بذرة زرنيخ في رحم الأرض
يُنشبُ بالطول وبالعرض مخالبه
نيران يبعثها فمه
زنخ دمه
لا أقسم بالسين، طواحين
تطوي الأرض إلى حين

20/12/2001

رثاء مدينة عاشقة


الإهداء: إلى روح تلميذي المرحوم أسامة المحمودي.
بنيّ...
أنا لا أطيق رثاءك إني سأرثي المكان
سأرثي الطريق الذي طالما طرّزتْه خطاكَ
أميرا
ترشّ الفَراش بعطر حنون
وأرثي الحسان اللواتي
يقطّعن أوصالهنّ إذا ما مررت
تغضّ البصر
وهن يمنّين أنفسهن ببسماتك الطيّبات
سأرثي مدينة ثكلتْ فجرها والربيع
أسامة يا يوسفيّ الحنين
في أي حضن ستدفن
شوق عامين
وحزن عامين
ودمع عامين
وصدر الأميْمة يغلي
على ناره الصابرة
كلما سكبتْ قهوةً في الصباح
تصبّ لك يا أسامة كأسا
وكلما رفرفتْ في الفضاء فرحة
تخبّئ منها نصيبا إليك
(أجمل الأمهات التي انتظرت ابنها
أجمل الأمهات التي انتظرتهُ
وعادْ
عادَ مستشهدًا.
فبكتْ دمعتين ووردة
ولم تنزوِ في ثياب
الحداد)*
أسامة
ماذا يقول أبوك إذا رن جوالك
في المساء؟
وماذا يقول الزقاق إذا غصّ بالحاضرين؟
تصوّرْ
بكاك الزقاق
وكان يواسي رفاقك
- لا تسرفوا في الألم
لا تخطفوا فرحة الطير
يرنو إلى جنّة حالمة
رأيتك يا يوسفيّ الملامح
ترقد بدرا كما بسمة
فوق خد الصباح
سلاما سلاما
سلاما سلاما
سلاما سلاما

* المقطع الموضوع بين قوسين للشاعر حسن عبد الله


ديسمبر2010

حبة الصّبار الأخيرة


يُحكى أنّ شعبا أنّ
تحت سياط الدهر تثنّى
رقص الشعب ذبيحا
صاح وغنّى: سأموت ليحيا جلادي
فبلادي تعشق فنّه
...............................
.......................
صمت الراوي
وتسنّى للحبر الأحمر
أن يرسم جبّا للذئب العاوي
............................
يا حمَمَ بركان جُنّ
مدّي اللهب على الطغيان
...
ما هُنتِ أيا خضراء وما هنّا
إنّا كنّا
ندرس في الظلماء فصول هواك
ونُربّي الصبّار على الحب
وهل غير الحب في زمن ضاري
أيا ربّي
أهدانا ثورة صبّار؟


ديسمبر2010

CO2



غازٌ فحميّ
أعملَ المعْولَ في رئةِ المكان
بصقَتِ الأزقّةُ ثعبانًا أسود
تحرّفَتْ خريطةُ الأوزون
وامتدَّ الثّقبُ
الجوُّ تلبَّد
عشِقنا دِيُوكْسيدَ الكربون
فكان اختناقا حنونا
وتينَ جنونٍ

20/12/2001